المستلبون رواية اجتماعية، سياسية، رمزية، بمسحة صوفية، تناول الكاتب فيها قضية استلاب المجتمع عقليًّا أيْ تجريد أفراده من أهم أدواتهم الحياتية؛ وهي العقل، بمعنى تغييب هذا العقل وتجريده من ملكات التفكير وإفراغه من الأفكار والذكريات كافّة، خاصةً تلك الأفكار والذكريات التي تتصل بهُويته وماضيه وجذوره، وافقاد المرء “”فرديته”” أيْ وعيه بذاته أو شخصيته، ودمجه مع غيره في كتلة واحدة لا تمايز فيها، كما هو الحال في القطيع، الأمر الذي يُفْقِد المرء آدميته في الوقت ذاته، فيُخنق فيه الخلق والابتكار، وينعدم فيه الإبداع، فينشأ مجتمع فاقد الهوية، مقتلع الجذور، ذو ذهنية رضوخية، ينتهج الطاعة العمياء والخضوع المطلق بغير سؤال أو مناقشة.. مجتمع يستحيل أفراده إلى أشباه الجماجم والهياكل العظمية مسلوخة الحواس، مطموسة الملامح والهوية.. شخوص تافهة، وشخصيات خاوية تسحقها مشاعر الدونية والانهزامية والعجز واللا انتماء والاستكانة.