"ظننتُ أن حظيَّ منك حظُّ الأب من الولد فألزمتُك إجلالي وأثقلتُك، وألزمتني الرضا فأفسدتُك، وما ضقتُ بكَ ولا ضقتَ بي ولكن ضاقت بنا المنازل، وويحها من منازل؛ ما طابت لنا يومًا ولا تركتنا نطيب!
وما هو ذنبك إنَّما ذنبي؛ إذ عمدتُ إلى الأيام في صدع الجفاء، وقبلتُ البعاد، وظننتُ أنَّ الشوق كفيل بإذابة كل جفوة أيقظتها الظنون، وغفلتُ عن حقيقة أنَّنا لسنا سوى صنيع العادة وما نألف، وكما نألف الحبَّ نألف الجفاء، بل به نتلذَّذ!"