هي من أشهر القصائد اليمنية القديمة التي قالها نشوان الحميري المتوفي سنة 573هـ وذكر فيها كل ملوك وتبابعة اليمن.
يُعدّ أبو سعيدٍ، نَشْوانُ بنُ سَعيدٍ الحِمْيَريُّ -وهو من حُفَداء الأقيال والملوك، ورأسٌ عظيمٌ من رؤوس أهل اليَمَن في القرن السّادس الهجريّ- ثاني اثنين حَمَلا لواء القحطانيّة واليمانيَة، ودافعا عن أَرومتهما ومَحْتِدهما بالسّيف واللّسان، وبَعثا مآثرَ ومفاخر لأهل اليَمَن في الجاهليّة والإسلام، لا تُحْصَر، وأَحْيَيا في بلادهما لسان سبأٍ وحِمْيَر، وأنهضا حروفَ خطّ المُسْنَد بعد هَدْأَةٍ، وأَفْشَيا من رُسومِهِ المنقوشة على صِفاح الحجارة ما طال استعجامُهُ وظُنَّ مَماتُهُ، وسَبَقا غيرهما إلى كشف دلالة تلك الحروف، مع أنّ ما صَنَعاهُ لم يُجاوز كتبهما، الّتي ظلّت محجوبةً زمنًا طويلًا، ولمّا أُميط عن بعضها اللِّثام خرجت إلى النّاس -إلّا أقلّها- مكلومةً، غير معبِّرةٍ عمّا تأبَّطت منَ القَلائد الّتي لا تُدرك في غيرها؛ وأمّا أوّل العظيمين فأبو محمّدٍ، الحسنُ بن أحمد الهَمْدانيّ، أفصحُ هَمْدان لسانًا، وأَبْيَنُهم بَيانًا، وأكثرهم لليَمَن حَميّةً، سبق نَشْوانَ الحِمْيَريَّ إلى البَعْث والإحياء بنحو قرنين، وكلاهما لقي من الغُرَباء، في سبيل ذلك الأمرّين([1]).