كلما شرعت في حكاية واحدة من عديد المغامرات الخارقة التي تتألف منها حياة أرسين لوبين، يخامرني شعورٌ بالخجل؛ إذ يبدو لي أن قرائي على دراية تامة بكل تفاصيلها. ففي الواقع ليس هناك حركة لـ "لص فرنسا الوطني"- كما وُصِفَ ببراعة - إلَّا وقد خرجت للعلن، فما مِن خطةٍ مِن خططه إلَّا وقد دُرِست في كل مرحلة من مراحلها، وما مِن فعلٍ مِن أفعاله إلَّا وقد حظي بما تحظى به قصصُ الأبطال من اهتمام. فمَن لا يعرف تاريخ "السيدة الشقراء" الغريب، وتلك الحلقات الشائقة التي نشرتها الجرائد تحت عناوين عريضة، على هــذا النحو: ("تذكرة اليانصيب رقم 514!"... "جريمة شارع هنري مارتين"!... "الماسة الزرقاء!") مَن يجهل الإثارة التي حدثت بتدخل المحقق الإنجليزي الشهير، هيرلوك شولمز! تلك الإثارة التي نتجت عن التقلُّبات العديدة التي ميزت الصراع بين هذين الفنانَين الشهيرَين! والجلبة التي عمّت الشوارع يومَ صاح بائـعو الجرائد: "القبض على أرسين لوبين".