من أراد أن يحيط علماً بأحوال اليمن في متنصف القرن المنصرم فعليه بكتاب الشامي.
الشامي... تلك القامة الثقافية الرفيعة, وذاك الاسم الذي يصعب نسيانه من ذاكرة الثقافة اليمنية, بالرغم من كل محاولات التجاهل والتشويه.
للشامي آراء كثيرة اختلف حولها الناس, ولعل بعضها مبثوث في هذا الكتاب, والذي كان من أجمل السير الذاتية لما حواه من البساطة والطرائف
والمعلومات التي اختزنها عقل الشاعر والسياسي والناقد أحمد الشامي.
لقد قرأت الكتاب في بداية التسعينيات وما زلت أتذكر ذكر الشامي لهروبه صغيراً من صنعاء, وشذى صنعاء القديمة الذي يبعث في الروح بهجة وعشقاً. وفي الكتاب رسم للحياة آنذاك بكل أتراحها وأفراحها, وخاصة في صنعاء, وحياة العلم والأدب فيها.
وستجد في طيّات سفر الشامي حديثا عن دور الفضيل الورتلاني في اليمن, وتأثيره على الثوّار والمثقفين حينها, ما قد لا تجده في مكان آخر.